ألقت أجهزة الأمن المصرية القبض على ثروت صلاح شحاتة، القيادي الجهادي التكفيري، والذراع الأيمن لأيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة، مختبئا داخل إحدى الشقق السكنية بمدينة "العاشر من رمضان"، وتم اقتياده إلى إحدى الجهات السيادية للتحقيق معه.
وقال مصدر أمني إن أجهزة الأمن الوطني وبالتنسيق مع المخابرات العامة اعتقلت ثروت شحاتة، الذي كان يتخفى ويعيش بين الأهالي باسم مستعارٍ، إضافة إلى تغيير بعض ملامح وجهه. ويواجه شحاتة اتهامات تتعلق بقيادة تنظيم "أنصار الشريعة" الليبي، المتورط في قتل عدد من ضباط الأمن الوطني وأمناء الشرطة في عدد من المحافظات وعلى رأسها محافظة الشرقية، كما صدر بشأنه العديد من الأحكام، منها حكم بالإعدام في قضايا متصلة بالإرهاب في مصر. ويعد شحاتة من أخطر العناصر الجهادية التي هددت الأمن المصري، وتلقى تدريبا في أفغانستان ثم تنقل بين إيران وتركيا وليبيا.
وكانت معلومات من مصادر سرية قد وردت لأجهزة سيادية وجهاز الأمن الوطني، تفيد بأنه قد عاد لمصر ويختبئ في مكان غير معلوم، وأنه يتردد على مدينة العاشر من رمضان، فتم رصد تحركاته، حيث تم ضبطه. وأضاف المصدر أن التحريات الأمنية تشير إلى ضلوع شحاتة في قيادة تنظيم "أنصار الشريعة" الذي يتخذ من شرق ليبيا مقرا لإدارة عملياته، كما اتهم بالتورط في تصفية سبعة من المصريين العاملين في ليبيا الشهر الماضي.
شحاتة دخل مصر باسم مستعار أثناء ولاية محمد مرسي
وذكر مصدر أمني أن القيادي الخطير في القاعدة دخل مصر باسم مستعار أثناء ولاية الرئيس المعزول محمد مرسي، وتنقل في عدة أماكن قبل أن يستقر في مدينة "العاشر من رمضان"، حيث اتخذ من تجارة الملابس الجاهزة ستارا لإخفاء شخصيته ونشاطاته.
وأضاف أن شحاتة هو أحد أهم كوادر تنظيم الجهاد المصري، ويعتبر على نطاق واسع أخطر شخصية جهادية مصرية بعد أيمن الظواهري زعيم "القاعدة"، وقضى 3 سنوات في السجن في قضية الجهاد الكبرى، وصدر عليه حكمان غيابيان بالإعدام من محاكم عسكرية، الأول في قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق عاطف صدقي عام 1994، والثاني في قضية "العائدون من ألبانيا" عام 1999.
وقال إن شحاتة وصل إلى ليبيا في أكتوبر 2012 بعد انتهاء العقوبة التي صدرت بحقه في تركيا، بتهمة دخول الأراضي التركية دون الحصول على تأشيرة قادما من إيران التي أمضى فيها عدة سنوات بعد سقوط حكم حركة طالبان في أفغانستان.
وأكد القيادي في جماعة الجهاد، ياسر السري، الذي يشرف على المرصد الإعلامي لجماعة الجهاد، ومقره لندن، نبأ اعتقال ثروت شحاتة. ودافع السري عن شحاتة بالقول "إنه لم يمارس أي أنشطة منذ خروجه من تركيا".
إحالة محمد الظواهري إلى محكمة الجنايات
من ناحية أخرى أمرت النيابة العامة في مصر، الأحد، بإحالة محمد الظواهري، شقيق أيمن الظواهري، و68 آخرين إلى الجنايات، بتهمة القيام بإنشاء وإدارة تنظيم إرهابي يهدف إلى تكفير سلطات مصر، ومواجهتها لتغيير نظام الحكم بالقوة، والاعتداء على أفراد الجيش والشرطة ومنشآت وممتلكات الدولة، واستهداف الأقباط ودور عبادتهم، واستحلال أموالهم. وقالت تحقيقات النيابة العامة إن محمد الظواهري عاود نشاطه في تنظيم "الجهاد" وإعادة هيكلته، وربطه بالتنظيمات الإرهابية داخل مصر وخارجها خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي. وأكدت النيابة أنها توصلت إلى أدلة قاطعة تمثلت في اعتراف 25 متهما، بدورهم في ارتكاب جرائم الإرهاب وإنشاء جماعة إرهابية. وأمر النائب العام بإحالة المتهمين للجنايات، واستمرار 50 متهما احتياطيا، وضبط وإحضار 18 هاربا وحبسهم احتياطيا على ذمة التحقيقات.
ضبط إرهابيين في مصر عملوا في أفغانستان والعراق وسوريا
كما أكد الناطق الرسمي باسم الداخلية المصرية، الأحد، أن "الأجهزة الأمنية وجهت ضربات ناجحة للإرهاب خلال الفترة الماضية تمكنت خلالها من تقويض حركته". وأضاف أن "الخريطة الإرهابية في مصر أصبحت أكثر وضوحا لأجهزة الأمن، حيث تشمل جماعات تكفيرية تضم عناصر إرهابية شديدة الخطورة، وهي عناصر سبق لها العمل في أفغانستان والعراق وسوريا، وتشبه المرتزقة". وأشار إلى أن "تلك العناصر هي المسئولة بالأساس عن تفجيرات مبنيي مديريتي أمن الدقهلية والقاهرة، ومبنى المخابرات الحربية بالإسماعيلية".