الخميس، 10 أبريل 2014

إيطاليا تطالب أوربا بمواجهة المهاجرين عبر المتوسط

تواجه أوربا موجات متعاقبة من المهاجرين غير الشرعيين الفارين من دول إفريقية بحثا عن ظروف أفضل في بلاد القارة الأوربية.
وتتزايد موجات الهجرة كلما ساءت أحوال المجتمعات الإفريقية التي يأتي من المهاجرين، خاصة الصومال وإريتريا، في حملات منظمة تنقلهم عبر ليبيا إلى أقرب سواحل أوربا على البحر المتوسط، جنوب إيطاليا، ومن ثم إلى دول أوربية أخرى. 
وتقوم عصابات منظمة بعمليات نقل المهاجرين بصفة منتظمة منذ فترة طويلة لكن زادت وتيرتها في الثلاث سنوات الأخيرة بعد أحداث ثورات الربيع العربي في شمال إفريقيا، نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية، خاصة في ليبيا التي فقدت سلطتها المركزية وتحولت إلى ساحات متفرقة تسيطر عليها مجموعات مسلحة. وباتت هذه العمليات مصدر ثراء جديد لعصابات التهريب بعد انهيار اقتصاد البلاد وعجزها عن تحقيق منافع تذكر من ثروتها البترولية.

وإزاء تفاقم الوضع الطارئ في إيطاليا طالبت الحكومة الإيطالية مؤخرا الاتحاد الأوروبي بتحمل مسئولية مواجهة هذه الهجرة التي تكلف إيطاليا الكثير. وخلال اليومين الماضيين فقط أغاثت السلطات الإيطالية نحو 4 آلاف مهاجر على متن زوارق صغيرة كانوا على وشك الغرق.
وصرح وزير الداخلية الإيطالي، أنجيلينو ألفانو، الأربعاء، بأن "المراكب لم تتوقف وتصل باستمرار، وهناك سفينتان تقومان إغاثة مركبين تحويان أكثر من 600 شخص. وطالب ألفانو أوروبا باتخاذ ما يجب لمواجهة هذه الأوضاع، وأشار إلى أن منح وكالة مراقبة الحدود الأوروبية، فرونتيكس، 80 مليون يورو لن يكفي لحل المشكلة. وأضاف أن "إيطاليا تتعرض لضغط هائل بسبب هجرة 300 ألف إلى 600 ألف مهاجر قادمين من ليبيا"، وهو ما يتفق مع تقييم المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية، سيسيليا مالمستروم. 

ويزيد الموقف تعقيدا عدم حمل المهاجرين هويات تشير إلى جنسياتهم. وتنشر إيطاليا زوارق 12 بخارية سريعة تابعة لخفر السواحل والشرطة الإيطالية للقيام بإغاثة المهاجرين على السواحل الإيطالية. وتتسبب القوارب الناقلة للمهاجرين في كوارث إنسانية نتيجة تعرضها للغرق بصفة مستمرة لعدة أسباب، منها بسبب زيادة الحمولة وحالتها المتهالكة وعدم قدرتها على مواجهة العواصف، وهي كوارث تودي بحياة المئات، وكان آخرها غرق 400 شخص أمام سواحل جزيرة لامبيدوزا الصقلية ومالطا في أكتوبر الماضي.