الأحد، 2 مارس 2014

أوكرانيا مهددة بخطر التقسيم أو الحرب أو الاثنين معا

تفاقمت الأوضاع بسرعة في أوكرانيا، التي عزلت رئيسها المتهم بالدكتاتورية مؤخرا، بعد تفويض البرلمان الروسي الرئيس بوتن، بإرسال قوات روسية لشبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا في البحر الأسود، لحماية مصالح موسكو وسكان شرق أوكرانيا الذين ينحدرون من أصول روسية ويتحدثون باللغة الروسية، وهم أيضا موالون للرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش. 
ولروسيا قواعد عسكرية فى شبه جزيرة القرم التي تتمتع بحكم ذاتى، وتواردت أنباء عن انتشار قوات روسية في شبه الجزيرة خارج قواعدها وسيطرتها على مطارين وبعض الطرق. كما تواردت أنباء عن إرسال روسيا سفينتين مضادتين للغواصات إلى ساحل القرم.
وأصبحت أوكرانيا، وهي إحدى دول الكتلة الشرقية أيام الاتحاد السوفييتي، مهددة بفقد السيادة وتقسيم البلاد إلى شرق وغرب. وقد دعت الخارجية الأوكرانية الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، للتدخل واستخدام "كافة الآليات المتاحة" للدفاع عن وحدة أراضىي أوكرانيا. وأعلن الرئيس الأوكراني المكلف رئيس البرلمان ألكسندر تورتشينوف أنه أمر بوضع القوات المسلحة الأوكرانية في حالة التأهب القصوى بعد تفويض المجلس الأعلى للبرلمان الروسي الرئيس الروسي باستخدام القوات المسلحة الروسية في الأراضي الأوكرانية.
هذا في الوقت الذي يشهد فيه شرق البلاد احتجاجات متزايدة موالية لروسيا، فى عواصم الأقاليم الشرقية خاصة في دونيتسك وخاركوف، وكذلك في ميناء مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا. كما كما تشهد سيمفيروبول عاصمة شبه جزيرة القرم احتلال لمقرى البرلمان وحكومة الجمهورية ذاتية الحكم من قبل عناصر مسلحة مجهولة الهوية. ونقلت وكالة "إيتار تاس" الروسية للأنباء، عن جهاز حرس الحدود الروسي قوله ،الأحد، إن نحو 675 ألف أوكراني فروا إلى روسيا في يناير وفبراير بسب حالة الفوضى في أوكرانيا.
وعقد مجلس الأمن الدولى أمس أهمية سيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدة أرضيها، جلسة طارئة حول الأزمة الأوكرانية. وقالت رئيسة المجلس الحالية ومندوبة لوكسمبورج، في تصريحات صحفية، "إن أعضاء المجلس دعوا جميع الأطراف المعنية بالأزمة في أوكرانيا إلى إجراء حوار شامل يعكس تنوع المجتمع الأوكراني، وإلى ضرورة منع التصعيد". لكن مندوبي روسيا والصين قاطعا الجلسة ورفضا الإدلاء بكلمة في المشاورات. وعلقت رئيسة المجلس قائلة "لا أود التحدث نيابة عن أحد، ويمكن سؤال المندوب الروسي عن سبب غضبه".

وكانت أوكرانيا قد تلقت مساعدات اقتصادية روسية تمثلت في قرض حكومي بقيمة 15 مليار دولار تسلمت منها 3 مليارات دخلت البنك المركزي الأوكراني في ديسمبر الماضي، فضلا عن خفض كبير لسعر وارداتها من الغاز الروسي، لإنقاذ الاقتصاد المتدهور بعد فشلها في الحصول على مساعدات من الاتحاد الأوربي. يذكر أن شرق أوربا شهد تدخلا عسكريا سوفييتيا بقيادة موسكو في خمسينات القرن الماضي عندما غزت قواتها تشيكوسلوفاكيا بعد محاولة انشقاق عن الكتلة الشرقية شبيهة بما يحدث اليوم فني أوكرانيا. 
وقد أدى سقوط الاتحاد السوفييتي عام 1990 إلى حدوث انقسامات داخل دول شرق أوربا بعد انفصالها عن الاتحاد، على أساس عرقي، مثلما حدث في تشيكوسلوفاكيا التي انقسمت إلى جمهوريتين هما التشيك وسلوفينيا، ويوغسلافيا التي انقسمت إلى 5 دول بأسماء مثل صربيا والبوسنة والهرسك وكرواتيا والجبل الأسود وكوسوفو. وتشهد أوكرانيا اليوم ما لم تفكر به طيلة 25 عاما بعد تفكك دول أوربا الشرقية الأخرى، وربما يحدث بقوة السلاح.