السبت، 23 نوفمبر 2013

مصر تحيي الذكرى 40 لرحيل عميد الأدب العربي طه حسين

تقيم الهيئة العامة للكتاب في مصر، الثلاثاء 26 نوفمبر المقبل، ندوة بعنوان "طه حسين وفكره الاجتماعي"، يشارك فيها الأدباء، د.فتحي أبوالعينين، د.صالح سليمان، ويديرها الشاعر شعبان يوسف. 
الذكرى 40 لرحيل عميد الأدب العربى طه حسين
أربعون عاما مرت على رحيل عميد الأدب العربى طه حسين (1889 – 1973)، الرجل قهر الجهل والفقر والمرض، ووضع منهج التفكير العلمي فى الأدب والتاريخ، ووضع يده على مفاتيح تطوير الثقافة العربية، والذى قال المقولة الشهيرة “التعليم كالماء والهواء”.
يعتبر طه حسين من أبرز الشخصيات في الحركة العربية الأدبية الحديثة ومن أبرز دعاة التنوير في العالم العربي، وله إبداعات في الرواية العربية.
وعرف طه حسين في العالم العربي بلقبين هما عميد الأدب العربي" و"قاهر الظلام" نظرا لتفوقه وريادته في الأدب رغم كف بصره منذ طفولته. ولد في 14 نوفمبر 1889 ونشأ فى قرية فقيرة في محافظة المنيا بصعيد مصر، وذات يوم تجرأ أحد الجهلاء بتقطير عينيه وهو طفل فكف بصره. مع الأسف سخر منه الصغار والكبار وتجرأ جاهل آخر في مجلس "الكتّاب" ليقول له في قسوة "إقرأ يا أعمى"، لكنه في حزنه تحدى القسوة، واختزن في مشاعره طاقة هائلة واجه بها الدنيا، راح يدرس ويفكر حتى حركت أفكاره العقول، لإعادة تقييم ما ثبت فيها وركد على مر التاريخ.

عام 1902 دخل طه حسين الأزهر ثم التحق بالجامعة المصرية عام 1908 فدرس العلوم العصرية، والحضارة الإسلامية، والتاريخ والجغرافيا، وعدداً من اللغات الشرقية كالحبشية والعبرية والسريانية، وحصل على شهادة الدكتوراة عام 1914
عام 1914 أوفدته الجامعة المصرية إلى مونبيليه بفرنسا فدرس في جامعتها اللغة الفرنسية وآدابها، وعلم النفس والتاريخ الحديث وعاد إلى مصر لأشهر أثار خلالها معارك وخصومات دارت حول تدريس الأزهر وتدريس الجامعات الغربية أدت إلى حرمانه من المنحة الدراسية، لكن تدخل السلطان حسين كامل حال دون ذلك، فعاد إلى فرنسا ودرس في جامعة باريس علم الاجتماع والتاريخ اليوناني والروماني والتاريخ الحديث وأعد الدكتوراة الثانية في "الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون”.

نال دبلوم الدراسات العليا في القانون الروماني بامتياز عام 1918، وتزوج من سوزان بريسو الفرنسية السويسرية التي ساعدته على الإطلاع أكثر بالفرنسية واللاتينية، وأمدته بالكتب التي تم كتابتها بطريقة بريل حتى تساعده على القراءة بنفسه فتمكن من الثقافة الغربية إلى حد بعيد.
بين 1919 و1944 تنقل طه حسين في عدة مناصب بالجامعة المصرية بين أستاذ للتاريخ واللغة العربية وعميد لكلية الآداب ومدير لجامعة الإسكندرية كما عمل بالصحافة ومستشارا لوزارة المعارف
عام 1950 عين طه حسين وزيراً للمعارف حتى سنة 1952 بعد منحه لقب الباشوية عام 1951
عام 1959 عاد طه حسين إلى الجامعة بصفة أستاذ غير متفرغ، ورأس تحرير جريدة الجمهورية.
أفكاره وأسلوبه
كتب طه حسين بأسلوب سهل واضح مع المحافظة على مفردات اللغة وقواعدها، وأثارت آراؤه الكثيرين ضده لكنه يكترث واستمر في دعوته للتجديد والتحديث، وتقديم الجريء من الآراء والأفكار آخذا على معارضيه وأسلافه من المفكرين والأدباء جمود الطرق التقليدية في تدريس الأدب العربي، وضعف مستوى التدريس، ودعا إلى الإعداد الجيد لمعلمي اللغة العربية والأدب مهنيا وثقافيا، واتباع المنهج التجديدي.
مناصب وجوائز
عمل طه حسين وزيرا للتربية والتعليم في مصر، ورأس مجمع اللغة العربية المصري ومجلس اتحاد المجامع اللغوية في العالم العربي وكان عضوا في المجلس العالى للفنون والآداب. ومثل بلده مصر في المحافل الثقافية الدولية ورشح لنيل جائزة نوبل. نال الدكتوراة الفخرية من جامعة الجزائر وجامعة بالرمو الإيطالية وجامعة مدريد. كما نال قلادة النيل المصرية وكرمته منظمة الأونسكو الدولية
مؤلفــاته
تميزت كتابات طه حسين بأنها غيرت مسار الفكر والنقد فى العالم العربي:
في التاريخ: الفتنة الكبرى عثمان، الفتنة الكبرى علي وبنوه، على هامش السيرة، الشيخان
في الأدب: في الشعر الجاهلي، الأيام، دعاء الكروان، شجرة البؤس، المعذبون في الأرض، حديث الأربعاء، من حديث الشعر والنثر، مستقبل الثقافة في مصر، أديب، مرآة الإسلام، الوعد الحق، جنة الشوك، مع أبي العلاء في سجنه، في تجديد ذكرى أبي العلاء، في مرآة الصحفي
توفى في 28 أكتوبر 1973
قال عنه عباس محمود العقاد إنه رجل جريء العقل مفطور على المناجزة، والتحدي فاستطاع بذلك نقل الحراك الثقافي بين القديم، والحديث من دائرته الضيقة التي كان عليها إلى مستوى أوسع وأرحب بكثير
عام 2010 احتفت مؤسسة "جوجل" العالمية بذكرى ميلاد طه حسين في 14 نوفمبر وأفردت صفحتها لتلك المناسبة