م ي/ رويترز/ هاجم العديد من الفنانين والمثقفين في مصر وزير الثقافة الجديد علاء عبد العزيز، وانتقدوا تعيينه في ذلك المنصب الحساس والذي يمس هوية الحياة المصرية.
وإضافة إلى الإشارة إلى ضعف كفاءته وتاريخه الثقافي والفتي والأكاديمي فقد أثارت بعض قراراته في الأسبوع الأول لتوليه الوزارة سخطا كبيرا في أوساط المثقفين والفنانين المصريين الذين نظموا وقفات احتجاجية واعتصام بدار الأوبرا وتعليق أعمالها احتجاجا على الوزير وقراراته. من بين تلك القرارات إقالة رئيس هيئة الكتاب أحمد مجاهد، ومديرة دار الأوبرا إيناس عبد الدايم، ورئيس قطاع الفنون صلاح المليجي، واستبعاد الوزير لعدد من الأعمال الفنية لمعرض تشكيلي.
واشتركت أسماء معروفة في انتقاد الوزير الجديد مثل الفنان عادل إمام وهاني شاكر والكاتبة رشا عبد المنعم والمخرج عصام السيد والمؤلف والمخرج المسرحي محمد عبد الخالق والكاتب المسرحي أبو العلا السلاموني والفنان عمر خيرت
وفي تطور مفاجئ جاء رد فناني الأوبرا بعد ساعات من قيام وزير الثقافة بإقالة رئيسة دار الأوبرا المصرية حيث صعد المايسترو ناير ناجي في موعد رفع الستار لبدء عرض "أوبرا عايدة" معلنا إلغاء العرض في حدث غير مسبوق في تاريخ دار الأوبرا منذ بدء عروضها قبل أكثر من 140 عاما. ورفض جمهور العرض استرداد قيمة التذاكر تضامنا مع فناني العرض الذين ينتمون إلى مصر وإسبانيا وإيطاليا. وشكر ناجي الجمهور وقال إن الفنانين والعاملين والفنيين يرفضون قرار الوزير بإقالة إيناس عبد الدايم ويرونه جزءا من "خطة ممنهجة لتسييس الثقافة والفنون الرفيعة في مصر" وبدأ فنانو الأوبرا اعتصاما وأعلنوا وقف أنشطة دار الأوبرا ثلاثة أيام كخطوة اولى. وارتفع السقف من إعادة عبد الدايم إلى إقالة الوزير.
عادل إمام: وزير الثقافة لا يفهم في الثقافة
قال الفنان عادل إمام إن الدكتورة إيناس عبد الدايم، رئيس الأوبرا "فنانة يقدر كل العالم ما تقدمه، وتدعوها كبار الهيئات الموسيقية لحضور فعالياتها، ونحن في مصر لا نعرف قيمتها"، مشيرًا إلى أنها "فخر لكل سيدة مصرية"، واصفًا علاء عبد العزيز، وزير الثقافة، بأنه "لا يفهم أي شيء في الثقافة أو في الفن"، مضيفا: "ستتحول القضية إلى معركة ولن نسكت"، متسائلًا: "من أتى بهذا الرجل وزيرًا لثقافة لا يفهم فيها؟ مشددًا على أن "هشام قنديل يجب أن يحاسب على اختياره"
المايسترو ناير ناجي: هجمة ممنهجة
وقال المايسترو ناير ناجي إن هناك هجمة ممنهجة على وزارة الثقافة ومنظمة ومحددة بخطة زمنية، ووصف طريقة الإقالة التي يتبعها الدكتور علاء عبد العزيز وزير الثقافة بأن بها نوع من عدم الاحترام وتابع " ما معنى ان يذهب الإنسان ويجد قرار إقالته في المكتب
هانى شاكر: حرب على الفن برعاية إخوانية
قال المطرب هاني شاكر "إننا نواجه حربا شرسة" بداية من التضييق على الفن بعد قرار إقالة إيناس عبد الدايم من رئاسة دار الأوبرا، واحتكار شركات إنتاج للحفلات والمهرجانات وتحكم أصحاب المصالح في الإذاعات وانتشار القرصنة وعدم تطبيق قانون الملكية الفكرية، بالإضافة لإلغاء الحفلات، مثل ليالي التليفزيون وأضواء المدينة.
وقال هاني شاكر: أتمنى أن يتم التعامل مع دار الأوبرا مثل الملاهي الليلة بعد أن سمعت أن الحكومة قررت تمديد الترخيص لها لمدة ثلاثة أعوام بدلا من عام واحد، ولا نعلم ماذا سيفعل الرئيس الجديد للأوبرا، هل سيغلق المسارح أم يحجم دور الأوبرا فى نشر الفن الراقى؟ وتابع "شاكر: "الفنان عمر خيرت يتخذ نفس موقفي بل وطالب بإقالة الوزير وأتمنى من جميع الفنانين المصريين التضامن لمواجهة هذه الأزمة وهي بداية لحرب شرسة على الفن فى مصر، ولا أعلم لماذا يفعل الإخوان ذلك ولماذا يتم كل ذلك برعاية إخوانية، فهل يسعون إلى اكتساب كراهية الناس، أم مصلحتهم أن ينالوا رضاهم، فلا بد أن يعلموا أننا فى مركب واحد لو غرق أو أصابه مكروه سيتأثر الجميع"
مسرحيون: وزير الثقافة يسعى للخصخصة ولا يصلح
وبلغت ثورة غضب العاملين في المسرح، وأعضاء لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة ضد الوزير إلى حد منعه من حضور المؤتمر القومي للمسرح، فضلًا عن رفضهم رعايته للمؤتمر، مؤكدين أنه لا يمثلهم.
وقالت الكاتبة رشا عبد المنعم، عضو لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة إن "لجنة المسرح ترى أن وزير الثقافة الجديد لا تتوافر به المعايير الأكاديمية، ولا يملك أي فعل ثقافي نستطيع أن نحكم من خلاله عليه بشكل موضوعي، خاصة أنه بدأ مشواره المهني بتصريحات عن تطهير الوزارة، واستبعد أحمد مجاهد، رئيس هيئة الكتاب، الذي يعتبر من أكثر الكفاءات داخل الوزارة، وكل التغييرات التي أجراها كلها شكلية وسطحية". وأضافت رشا عبدالمنعم: "كان من المفترض أن يبدأ عمله كوزير بتنظيم اجتماع للمثقفين يطرح خلاله أفكاره، ويعرف وجهات النظر المختلفة والمشاكل التي يعاني منها المثقفون والوزارة، لكنه لم يهتم إلا بكلامه عن الفساد والتطهير واستبعاد شخصيات ذات كفاءة، كما أن أول خططه التي ظهرت في الأفق تهدف إلى خصخصة وزارة الثقافة، وبيع أصولها". واختتمت مشددة على أن المؤسسات الثقافية في نهاية الأمر ليست ملكًا للوزير، لكنها ملك لكل المثقفين والمصريين وسيدافعون عنها حتى النهاية.
وقال المخرج عصام السيد: "نحن كمسرحيين ومثقفين نرفض وجود وزير الثقافة الحالي لأنه لا يصلح لهذا المنصب، ونحن لسنا الوحيدين الرافضين لوجوده، ففرقة الفنون الشعبية أصدرت أيضا بيانًا ضده، والمؤسسات الثقافية ليست ملكًا للوزير لكنها ملك للشعب"، موضحًا أن هناك كثيرين يستطيعون إدارة الوزارة أفضل منه.
وقال المؤلف والمخرج المسرحي محمد عبدالخالق: "المشكلة الحقيقية ظهرت في مقالات وزير الثقافة بجريدة "الحرية والعدالة" التي تدل على أنه متطرف فكريًا، فأقل وصف لما كتبه أنه إرهاب فكري". أضاف "عبدالخالق": "لا يصح أن يصنف وزير الثقافة المجتمع إلى وطنيين لمجرد اتفاقهم معه في الرأي، والبعض الآخر في قائمة الخونة لمجرد اختلافهم معه".
وقال الكاتب المسرحي أبو العلا السلاموني: "الوزير منذ توليه منصبه وهو يستفز الجميع، فبدلًا من أن يطلب إجراء حوار مع المثقفين ليعرض برنامجه، بدأ بتغيير بعض قيادات الوزارة بلا أي فلسفة أو وجهة نظر". وتابع "السلاموني": "وزير الثقافة لا يدرك من هم المثقفون، وبدأ "يخبط في الناس"، كما أن الوزير اعترف بانتمائه للإخوان المسلمين بقوله إن هذا شرف لا يدعيه.
ومن أخطائه أيضًا أنه لم يحاول أن يُعرف المثقفين بنفسه لأنهم بالفعل لا يعرفونه، والمثقفون لا يريدون من الوزير شيئا، لأنه وزير للموظفين وليس للمثقفين، واختتم "السلاموني»: "نحن نؤكد على دور الثقافة في مواجهة "أخونة الدولة"، فنحن نرفض الإخوان لأنهم قضوا على الثورة وركبوا عليها، وحاليًا يخططون للقضاء على الثقافة والفن ولن نسمح لهم بذلك، كما أننا كمثقفين سنشكل لجنة لنبحث فيها مشاكل الثقافة في مصر ونطرح الحلول، ولو فتشنا في تاريخ الإخوان الذين ينتمي لهم الوزير لن نجد بينهم شاعرا أو كاتبا، فهم ضد الفنون الجميلة بكل أشكالها"
احتجاج ضد إقالة رئيس قطاع الفنون
وتغيب وزير الثقافة علاء عبد العزيز، عن حفل افتتاح الدورة الخامسة والثلاثين للمعرض العام بقصر الفنون، وسط حالة اعتراض عدد من الفنانين التشكيليين على إقالة رئيس قطاع الفنون صلاح المليجي، واستبعاد الوزير لعدد من الأعمال الفنية (30 عملاً). وردد الفنانون المعترضون هتافات مناوئة للوزير ولمرشد جماعة الإخوان المسلمين في بداية الاحتفال.
الإسكندرية تندد بإقالة رئيسة الأوبرا
خصص العشرات من مثقفي وفناني الإسكندرية، أمس الخميس، على الموقع الاجتماعى "فيس بوك" عددا من الصفحات المنددة بقرار وزير الثقافة بإقالة الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس دار الأوبرا المصرية، مطالبين ببقائها فى منصبها واستقالة علاء عبد العزيز وزير الثقافة. وهدد المثقفون والفنانون، بدخولهم فى اعتصام مفتوح، احتجاجا على قرارات الوزير، محذرين من أخونة الأوبرا ومحاولة هدم كيانها. وندد المثقفون والفنانون دعوة أحد نواب مجلس الشورى، إلى إلغاء فن الباليه، مؤكدين أن الباليه من فنون الراقية والمحترمة. وأعرب المثقفون والفنانون، عن تخوفهم مما أسموه بـ"أخونة الأوبرا"، مشيرين أن وجود إيناس عبدا لدايم فى منصبها كان مطلبا ثوريا، مضيفين أن " وزير الثقافة بعيد كل البعد عن مجال الفن والثقافة". ويذكر أن دار الأوبرا بالإسكندرية ودمنهور أصدرتا بيان مشتركا مطالبتين فيه بإقالة الوزير