يواجه الرئيس المصري اليوم حشود شعبية عارمة تطالب برحيله بعد أن كرر رفضه الاستقالة طواعية، وقد تحدد هذه الحشود مصير الرئيس وجماعة الإخوان التي ينتمي إليها كما حددت من قبل مصير الرئيس مبارك والحزب الوطني المنحل.
استقبل ميدان التحرير، قلب القاهرة ورمز الثورة، ألوف المتظاهرين ضد النظام حتى امتلأ عن آخره ليلة 30 يونيو 2013. وزاد تدفق المتظاهرين إلى ميادين القاهرة والإسكندرية صباح اليوم 30 يونيو، وفي جميع محافظات مصر، خاصة بورسعيد والسويس وشبين الكوم وكفر الشيخ والمحلة الكبرى وطنطا والمنيا وأسيوط، مطالبة باستقالة الرئيس محمد مرسي وتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة
وخرجت المظاهرات الشعبية الهائلة في كل المحافظات المصرية الأحد 30 يونيو من جديد تريد إسقاط الرئيس. وفي هذه المرة تخرج المظاهرات لإسقاط أول رئيس منتخب بشكل حر ديمقراطي. وأعلنت حركة "تمرد" عن جمع 22 مليون توقيع مطالبة بإسقاط محمد مرسي ما يعادل نصف من يحق لهم الانتخاب. وقد دفعت الأزمة الاقتصادية كثيرا من المصريين غير الحزبيين للانضمام الى المظاهرات الاحتجاجية. وأكد الجيش أنه يبقي ضامنا للاستقرار في البلاد وحذر وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي الاحد الماضي من أن القوات المسلحة قد تضطر للتدخل "لمنع اقتتال داخلي" في إشارة لتلويح جماعات مؤيدة للرئيس باستخدام العنف ضد المتظاهرين.
وتبدو موجة 30 يونيو الثورية أكبر حجما وأكثر تنظيما من موجة 25 يناير، كما أنها تتفادى بشكل كبير مواجهات قوات الأمن التي أعلنت أن مهمتها حماية المتظاهرين، كما كسبت حياد الجيش المعتاد في مصر في مثل هذه الظروف. وزاد من حجم الحشود المعارضة انضمام شرائح جديدة كانت أحوالها المعيشية مستقرة عام 2011 حيث كانت أهداف الثورة في 25 يناير تحقيق الحرية ومحاربة الفساد نتيجة معاناة سنوات طويلة، بينما تزايد الفقر بين المصريين خلال العام الأخير واشتد الأزمات الاقتصادية بصورة ضاغطة ويومية في صورة ارتفاع في الأسعار وانقطاع متكرر للكهرباء والمياه وأزمات في الوقود.
وأضاف ظهور خريجي السجون والمدانين بقضايا أعمال إرهابية والعائدين من أفغانستان وألبانيا مع الرئيس مشهدا إرهابيا أثار رعب المصريين" وهدد وحدتهم الوطنية وأسلوب حياتهم. وتتهم المعارضة الرئيس مرسي بأنه "فشل" في إدارة الدولة وبأنه يسعى الى "أخونة" كل مفاصلها كما تتهمه بالاستبداد" منذ أصدر إعلانا رئاسيا وصفه في نوفمبر 2012 بأنه إعلان دستوري أثار أزمة سياسية كبيرة في البلاد.
وأضاف ظهور خريجي السجون والمدانين بقضايا أعمال إرهابية والعائدين من أفغانستان وألبانيا مع الرئيس مشهدا إرهابيا أثار رعب المصريين" وهدد وحدتهم الوطنية وأسلوب حياتهم. وتتهم المعارضة الرئيس مرسي بأنه "فشل" في إدارة الدولة وبأنه يسعى الى "أخونة" كل مفاصلها كما تتهمه بالاستبداد" منذ أصدر إعلانا رئاسيا وصفه في نوفمبر 2012 بأنه إعلان دستوري أثار أزمة سياسية كبيرة في البلاد.
وفي الإسكندرية، امتلأ محيط مسجد القائد إبراهيم بالمتظاهرين، وامتدت الحشود من محطة الرمل إلى مكتبة الإسكندرية بطول الكورنيش، وحلقت مروحيات عسكرية فوق سماء المدينة.
وانضمت مسيرات من ميدان مسجد أبو العباس متوجهة إلى سيدى جابر عبر القائد إبراهيم، ومن مسجد عبد الحليم محمود بالعصافرة متوجهة إلى سيدي جابر، تواترت أنباء عن وقوع حالات تسمم بين المحتجين بالإسكندرية بعد توزيع مجهولين زجاجات مياه عليهم. وفي مشهد جديد ظهر أفراد الشرطة متضامنين مع المتظاهرين فيما يبدو أنه تصالح للجماهير مع الأمن عكس ما حدث أيام ثورة يناير. وطالبت قيادات المعارضة الرئيس مرسي بالاستماع إلى صوت الشعب الذي يريد انتخابات رئاسية مبكرة". وتتهم المعارضة الرئيس مرسي بأنه "فشل" في إدارة الدولة، وبأنه يسعى إلى "أخونة" كل مفاصلها، كما تتهمه بالاستبداد منذ أصدر في نوفمبر 2012 إعلانا دستوريا أثار أزمة سياسية كبيرة في البلاد.
الدعوة إلى "إسقاط النظام" ورموز الإخوان
وهتف المتظاهرون المصريون في ميدان التحرير، "الشعب يريد إسقاط النظام"، كما رفعوا صورا مناهضة لرموز قيادة جماعة الإخوان المسلمين بينها صورتا المرشد العام محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر. ولوح آلاف المتظاهرين ببطاقات حمراء كتب عليها "ارحل" موجهة للرئيس المصري بينما عادت روح ومظاهر ثورة يناير الى الميدان.
ويطلق عشرات المتظاهرين الأبواق والصفارت احتفالي كما ترفع أعلام مصر في كل مكان بينما تذيع ميكروفونات أغان وطنية ترج الميدان. كماعلق المتظاهرون صورا لمرسي وضع عليها علامة X حمراء، ونظم آخرون معارض لصور تمثل عاما من حكم مرسي في عدة أماكن في التحرير. واستبدل المتظاهرون صور رموز نظام مبارك التي رفعوها قبل عامين بصور لرموز جماعة الاخوان المسلمين. ووضعت صور مناهضة للمرشد العام للإخوان محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر وقادة الجماعة مثل محمد البلتاجي وعصام العريان وعليها علامات x حمراء.
وقال متظاهرون أنهم سحبوا تأييدهم للرئيس مرسي بعد أن منحوه أصواتهم في الانتخابات حيث اتهموه بالخداع وعدم تنفيذ أي من وعوده. وتهيمن على ميدان التحرير أجواء حماسية ومبهجة حيث يبدو المتظاهرون واثقين من قدرتهم على تحقيق مطالبهم، كما اختفت من الميدان أي أعلام غير العلم المصري. وانتشرت حول الميدان لجان تأمين من شباب يرتدون سترات فسفورية ويقومون بتفتيش الداخلين للميدان حرصا على سلمية المظاهرات. وتأمل الملايين المحتشدة من المصريين تنحية مرسي في الذكرى الأولى لتنصيبه رئيسا ويقولون إنهم سيعتصمون إلى أن يتنحى عن الحكم مثلما فعل مبارك.
الرئيس يرفض الرحيل
وفي مقابلة مع صحيفة الجارديان البريطانية أبدى مرسي تصميما على قمع ما يراه هجوما على شرعية رئاسته التي وصل إليها في الانتخابات. لكنه جدد عرضه بتعديل مواد في الدستور أثارت غضب المعارضين كونها تؤسس لسلطة دينية وقال إن هذه المواد لم تكن من اختياره. وكرر مرسي مثل هذا العرض الأسبوع الماضي لكن معارضيه قالوا إنهم لم يعودوا يثقون بوعوده التي لم يتحقق الكثير منها على حد قولهم. ويرد أنصار الرئيس مؤكدين أن المعارضة ترفض احترام قواعد الديموقراطية التي تقضي بأن يستكمل الرئيس المنتخب مدته الرئاسية.
وفي لقاء مع صحيفة الجارديان البريطانية قال الرئيس المصري محمد مرسي إنه لن تكون هناك ثورة ثانية في البلاد. وأكد رفضه إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مشددا على أن استقالته ستؤدي إلى الفوضى، وهي نفس العبارة التي قالها الرئيس مبارك قبيل سقوطه.
وعلى الجانب المؤيد للرئيس قال شاهد من رويترز إن مسيرة جابت ميدان رابعة العدوية بالقاهرة شارك فيها المئات رافعين قضبان الحديد والعصي ورفع بعض المتظاهرين لافتة كتب عليها "شهيد تحت الطلب". وقامت لجان أسمت نفسها "قوات الردع" بتأمين مداخل مكان الاعتصام.
ويقول مرسي إن المعارضين الذين خسروا الانتخابات التي أجريت منذ إسقاط مبارك يستخدمون "بلطجية" يجندهم موالون للنظام السابق مؤيدون لحركة تمرد، جامعا بذلك كل هذه الأطراف في جبهة واحدة مما ينافي الواقع. يذكر أن نظام مرسي هو الذي سعى إلى مصالحة رموز النظام السابق وأخرجهم من السجون مقابل أموال في صفقات معلنة وغير معلنة يحتاجها النظام لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد وتزيد من الاحتجاجات ضد النظام.
عصيان مدني
وفيما يبدو أنه أعلان للعصيان المدني أغلق معارضون مجالس المدن في عدد من المدن بأكثر من محافظة قائلين إنها لن تعود إلى العمل إلا بانتهاء رئاسة مرسي. وكتبت على مجالس مدن سرس الليان ومنوف والشهداء وقويسنا وأشمون في محافظة المنوفية لافتة تقول "مغلق حتى إسقاط النظام". وأغلق المعارضون أيضا مجلس مدينة شبين الكوم عاصمة المحافظة ومبنى الديوان العام للمحافظة الذي احتشد أمامه ألوف المتظاهرين.