الجمعة، 22 مارس 2013

لغز انفجار مسجد بدمشق يقتل عالماً سُنياً يؤيد النظام

وقع انفجار هائل داخل مسجد في وسط دمشق أودى بحياة 42 فردا على الأقل من بينهم الشيخ محمد البوطي، أحد كبار الشيوخ السنة في سوريا، والمؤيد لنظام الرئيس بشار الأسد، بينما تبادل النظام والمعارضة الاتهامات بتدبير الانفجار. 
 مسجد الإيمان - دمشق
ووصفت وكالة الأنباء السورية الرسمية انفجار مسجد "الإيمان" بأنه من أسوأ الاعتداءات على دور العبادة منذ بداية الحرب الأهلية قبل عامين، بينما أنكر الجيش السوري الحر مسئوليته عن الحادث مؤكدا أنه لم ولن يستهدف المساجد. وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن الحادث قد وقع نتيجة تفجير انتحارى بعد أن فجر أحد الأشخاص نفسه داخل المسجد، وأنه قد أصيب فى الانفجار 84 شخصا على الأقل، بينهم إصابات خطيرة، ونشرت صورا لآثار الانفجار الذي دمر المسجد. 
وكان الشيخ القتيل محمد سعيد البوطي،84 عاما، قد وقف إلى جانب الحكومة السورية مبكرا في الصراع الدائر في سوريا، رغم كونه سنيا وخارج منظومة طائفة عائلة الأسد العلوية المنبثقة عن الشيعة، وكان الأسد يعتبر تأييد الشيخ له تأكيدا لقيادته لجميع الأطياف في سوريا، ويعتبر اغتياله خسارة للنظام.

والشيخ البوطي خريج جامعة الأزهر عام 1955 وحصل على الدكتوراة من الأزهر في أصول الشريعة في 1965، وهو خطيب الجامع الأموي الكبير بدمشق وكان عميدا لكلية الشريعة بجامعة دمشق. وعرف عن الشيخ أنه صاحب ذاكرة حديدية وقد ألف نحو 40 كتابا، ويكتب في عدد من الصحف والمجلات. وهو رقم 23 في قائمة أكثر الشخصيات الإسلامية تأثيرا في العالم والمؤلفة من 500 شخصية.

وبينما لم تعلن أية جهة مسئوليتها وجه تقرير الوكالة السورية الاتهام إلى ثوار المعارضة قائلة: "هذه المذبحة تضيف جريمة جديدة إلى الجرائم التي يرتكبها الإرهابيون المرتزقة ضد السوريين". وذكرت عن تصريح لقيادة حزب البعث السوري: "إنهم يستهدفون كل شيئ حتى المساجد ودور العبادة". كما نقلت الوكالة عن وزارة الأوقاف السورية قولها "إن الشيخ قد استشهد بينما كان يلقي درسا دينيا في المسجد، لقد اغتال الخونة الشيخ الكبير لأنه كان صوت سوريا ورمزها".

وقد أثار الانفجار ذهول السكان حيث وقع في منطقة مؤمنة جيدا بالقرب من مقر قيادة حزب البعث والقيادة العسكرية، ومنهم من استنكر قتل أحد المشايخ داخل المسجد مهما كانت آراؤه. وبينما أشار بعض المقاتلين والنشطاء ضد الأسد إلى احتمال ضلوع الحكومة في عملية الانفجار والاغتيال استبعد غيرهم من المعارضين قيام حكومة الأسد بعملية تفقدها شخصية هامة مثل الشيخ البوطي.