الخميس، 21 مارس 2013

واشنطن بوست: غزو العراق خطأ تاريخي

دروس العراق المؤلمة
نشرت صحيفة واشنطن بوس الأمريكية مقالا للكاتب دافيد إجناتيوس، بمناسبة مرور 10 سنوات على غزو العراق، بعنوان "دروس العراق المؤلمة" اعتذر فيه عن تأييده لحرب العراق في السابق. واعترف الكاتب بأن غزو العراق من أجل الإطاحة بصدام حسين قبل عشر سنوات كان من أكبر الأخطاء الاستراتيجية في تاريخ الولايات المتحدة، وأنه كان بمثابة مقامرة غير محسوبة. 
ومضى الكاتب إلى قوله إن القوات الأمريكية لم تكن قادرة على تحقيق الاستقرار في العراق. ودخلت أميركا في حرب استنزاف باحتلال العراق، ولم تستطع قوتنا إدارة كهرباء بغداد إو إرغام السنة والشيعة على التعاون بينهما. كما كانت الولايات المتحدة أضعف من أن تتحمل حرب طويلة الأمد، لم يستطع تبريرها جورج بوش ولا أدرك الناس الغرض منها. 
غزو العراق خطأ تاريخي
وأضاف الكاتب يقول "في بداية الحرب سمعت تعليقا من صديق سوري يقول: "إن أميركا على وشك ارتكاب خطأ تاريخي فى العراق" وبعدها بشهور قال لي: "إنني أشفق على أميركا، لقد وقعتم في فخ، وأصبحتم كأنكم أحد بلدان الشرق الأوسط، ولن تستطيع أميركا تغيير العراق بل العراق هو الذى سيغير أميركا". ولا زلت أتذكر تلك الكلمات بكل أسى.
أخطار خلق الفراغ السياسي
ومضى الكاتب في استخلاص دروس الحرب قائلا: "إن الدرس الواضح هو الخطر الناتج عن خلق فراغ سياسي بالإطاحة بدكتاتور. كانت أميركا تحلم بتحديث العراق بالإطاحة بصدام حسين، وعندما قمنا بحل الجيش غير الطائفي والحكومة القومية لم يجد العراقيون أمامهم غير الانكفاء على أبسط هوياتهم العرقية والقبلية وانقسموا كسنة وشيعة وأكراد وعرب. وكثيرون داخل المخابرات الأمريكية تفهموا الحاجة إلى الإبقاء على الجيش العراقي وجهاز الخدمة المدنية، وهذا جزء من أسباب اصطدامهم الحاد بوزير الدفاع دونالد رامزفيلد وبطله في العراق أحمد شلبي الذي أراد حل حزب البعث من الجذور إلى الفروع، وفي الفراغ السياسي نكص العراق إلى الماضي، وجذب معه بلدان عربية أخرى. 
وهذا يفسر جزئيا لما يتردد أوباما فى التدخل في سوريا، إذ أنه لا يريد تكرار نفس الخطأ الذي ارتكب في العراق. لكن التاريخ لا يرحم، فالسلبية لمحاولة تجنب نتيجة معينة يمكن أن تجعلها أكثر احتمالا.
العرب قوم يفضلون الموت على التنازل عن شرفهم
ويضيف الكاتب، درس آخر من حرب العراق هو أهمية الكرامة في العالم العربي، فإن العراقيون يلعنون أميركا لأننا رغم حديثنا عن الديمقراطية كنا ندمر شعورهم بالشرف والاستقلال. ويثبت العالم العربي مرة بعد أخرى، ومن فلسطين حتى بني غازى، أنهم قوم مهما بلغ فقرهم يفضلون الموت على التنازل عن شرفهم.