لم تفلح حتى الآن الضربات الجوية للتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب بقيادة واشنطن ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"في وقف تقدمه قوات التنظيم وتمدده.
وبعد إعلان التحالف بدء عملياته الجوية قبل نحو أسبوعين، احتلت عناصر التنظيم، عدة مدن آخرها مدينة كبيسة في محافظة الأنبار غربي العراق، السبت 4 أكتوبر، بعد انسحاب قوات الشرطة والجيش الذي استعادها مؤخرا من أيدي التنظيم. واستمر تمدد مسلحي تنظيم الدولة في محافظة الأنبار، عقب السيطرة على مدينة هيت وبلدة كبيسة. وأكد التلفزيون العراقي أن مسلحي التنظيم سيطروا على منطقة الدولاب غربي الرمادي، وفجروا مركزاً للشرطة شرقي قضاء هيت.
ورغم إعلان الجيش العراقي، الجمعة، استعادة بلدة الضلوعية في محافظة صلاح الدين، أكد عشائريون أن البلدة لم تتحرر بشكل كامل. وقال سكان محليون ومصادر الشرطة العراقية، الأحد، إن "مقاتلي التنظيم استعادوا جزءا كبيرا من الشطر الشمالي لبلدة الضلوعية بعد يومين من سيطرة القوات العراقية عليها.
وسيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" ليلة السبت/ الأحد 5 أكتوبرعلى الجزء الجنوبي من هضبة "مشتى النور" الواقعة جنوب شرق مدينة عين العرب "كوباني"، وهي هضبة استراتيجية مطلة على المدينة السورية الحدودية مع تركيا. وأعاقت غارات التحالف الدولي أعاقت تقدم عناصر التنظيم باتجاه المدينة باستهداف سبعة مواقع للتنظيم في المنطقة. وكان مسلحو التنظيم قد بدأوا هجوما أمس للسيطرة على هضبة كوباني حتى تصبح المدينة في مرمى نيرانهم بفضل ارتفاع الهضبة وإشرافها على كامل المدينة، تمهيدا لاقتحامها والسيطرة عليها.
ويبدو واضحا أن طيران التحالف لن يتمكن من حسم المعركة على الأرض دون قوات برية، بينما لا توجد قوات جاهزة للتدخل واستعادة مواقع وأراضي، غير قوات كردية مدافعة تحاول تعطيل عمليات داعش على الأرض لمنعها من الاستيلاء على مواقع جديدة، لكنها غير قادرة على استعادة ما تم احتلاله من قبل التنظيم. وقال اوجلان إيسو نائب قائد القوات الكردية المدافعة عن كوباني إن قوات الدولة الإسلامية تقف الآن على مسافة نحو كيلومتر من المدينة.
ورغم تسبب القتال في نزوح نحو 180 ألف كردي إلى تركيا، وسقوط قذيفة مورتر في الأراضي التركية على بعد 500 متر من خط الحدود بالقرب من قاعدة للجيش التركي في مورستبينار، لم تظهر تركيا أية بادرة تدل على نيتها في التدخل لمجابهة مقاتلي الدولة الإسلامية التي تقترب من حدودها، ولا تبدو مؤشرات على تحركات عسكرية تركية كبيرة. وكانت الجيش التركي قد نشر دبابات على الحدود قبل أيام لكنها إلى قواعدها، كما أن تركيا تعتبر المقاتلين الأكراد خصما لها.
وفي سوريا قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات دارت بين الجيش السوري ومقاتلي الدولة الإسلامية حول قاعدة كويريس الجوية في حلب. وشنت الطائرات الحربية السورية غارات يوم السبت حول المطار. لكن التحالف الدولي يرفض التفاهم مع النظام السوري بشأن محاربة "داعش" وينوي الاعتماد على قوات من المعارضة السورية في القتال على الأرض، لكن هذه بدورها مشتتة وغير مدربة، مما جعل التحالف ينظم تدريبات عسكرية لبضع مئات من المعارضة السورية ويأمل في زيادة أعدادهم إلى بضعة آلاف.
ومع ضعف قوات الجيش العراقي وتكرار انسحاب قواده ومقاتليه تاركين آلياتهم وأسلحتهم غنائم سهلة لقوات داعش، وضعف المعارضة السورية، وامتناع دول التحالف عن الاشتراك بالقتال البري فقد اضطرت قيادات التحالف للتحدث عن أن قتال "داعش" قد يستغرق سنوات