يقال عن فيكتور يانوكوفيتش أنه الرجل الذي يجلب الثورة الى أوكرانيا، ففي 2004 أدت عمليات تزوير في الانتخابات التي فاز بها إلى الثورة البرتقالية التي أسقطته. وفي 2006 أصبح رئيسا للوزراء مستفيدا من الانقسامات في المعسكر البرتقالي، ثم واجه حركة احتجاجية عنيفة بعد عشر سنوات من سقوطه الأول.
ومن أوجه تشابه الرئيس الأوكراني المخلوع مع الرئيس المصري محمد مرسي أوصافا أطلقتها المعارضة مثل أنه فظ خشن الطباع ولا يتمتع بقدرة تذكر على الخطابة، وأنه كثير الأخطاء في خطاباته بما لا يدل على اطلاع كاف. وقد سمح خلال رئاسته بصعود أسرته التي تحولت مجموعة سياسية مالية تضم أقرباءه الذين يشتبه بأنهم أثروا بفضل نفوذه وعن طريق الفساد. وبين هؤلاء ابنه ألكسندر طبيب الأسنان الذي تحول رجل أعمال، ورئيس الوزراء بالنيابة سيرجي أربوزوف،37 عاما. وانتقدت وسائل الإعلام والمعارضة بذخ الرئيس المخلوع خاصة قصره الفاخر بينما تشهد البلاد أزمة اقتصادية
وكما وصف الرئيس الأوكراني الكاتب المسرحي الروسي أنطون تشيكوف بأنه شاعر أوكراني، نسب مرسي بيت شعر استشهد به في أحد خطاباته إلى شاعر النيل حافظ إبراهيم بينما كان البيت لأمير الشعراء أحمد شوقي. ويصف محللون رئيس أوكرانيا بأنه "قيادي من المدرسة القديمة رجل متصلب قناعاته محافظة" كما وصف بذلك أيضا محمد مرسي، والأخطر أن وصولهما للسلطة كان بمساعدة مستشارين أميركيين.
وتتشابه الأحداث بين أوكراني ومصر أيضا، بغض النظر عن الأشخاص، فقد شهدت عزل رئيسين متعاقبين في ثورتين متعاقبتين، كلاهما ضد ثالوث الدكتاتورية والفساد والفشل، وتكرر المشهد في أوكرانيا التي ثارت أيضا مرتين، ولكن بفارق عشر سنوات وضد نفس شخص الرئيس. واختلف موقف حزب الرئيس في كل من البلدين، فبينما طالب حزب الرئيس المصري بعودته تبرأ حزب الرئيس الأوكراني منه واتهمه بالخيانة وحمله مسئولية سفك الدماء، ليثبت بذلك أنه أكثر ذكاء من حزب مرسي وحتى يحتفظ لكوادره بدور سياسي في المستقبل.
ومن المثير للانتباه أن كلا من الرئيسين المعزولين يواجه اتهامات بقتل مواطنيه، بينما لا يزال يعيش في وهم الشرعية ولا يكاد يصدق أن الشعب قد ثار ضده.