تحل في 28 سبتمبر 2013 الذكرى الثالثة والأربعين على رحيل الزعيم جمال عبد الناصر، محاطة بظروف تاريخية شديدة الشبه بالظروف التي واكبت ظهور الزعيم وتوليه الحكم في مصر.
جمال عبد الناصر |
ورغم السنين ظهرت صور الزعيم الراحل في ثورة 30 يونيو إلى جانب صور القائد الجديد الفريق عبد الفتاح السيسي، الذي استجاب للإرادة الشعبية بعزل الرئيس السابق محمد مرسى وإنهاء حكم الإخوان.
رحل ناصر وبقى رمزا حيا في وجدان المصريين، ومازالت وطنيته تلهم الملايين، وليست مصر وحدها التي تشهد له باستبساله في سبيل الحرية، إنما شهد بذلك العالم كله، كما شهدوا له بالجرأة والجسارة والعزم الذي لا يلين.
في خلال سنوات قلائل استطاع عبد الناصر ومن معه من ثوار 1952 تحرير مصر من نظام فاسد استمر ما يقرب من قرن من الزمان، وطرد الاحتلال الأجنبي، وإرساء قاعدة تعليمية وصناعية كبرى مازالت مصر تجني ثمارها حتى الآن. وترك الزعيم الراحل في نفوس المصريين تراثا عظيما من الوطنية يجعل ذكراه هذا العام بالذات مصدر إلهام كبير للمواطن المصري الذي تطلع مع ثورة 30 يونيو إلى فرض الإرادة الشعبية واستقلال الوطن، رغم عظم المصاعب والتحديات في الداخل والخارج، وكأن التاريخ يعيد نفسه.
بلغ حزن الشعب المصري على وفاة جمال عبد الناصر أن شارك في جنازته 6 ملايين شخص. وهو الزعيم الوحيد الذي قرر أن يتنحى عن الحكم بإرادته لكن الشعب أبى أن يترك الرئيس موقعه وتظاهر من أجل عودته فنزل على رغبة الشعب واستكمل النضال من أجل إعادة بناء الجيش المصري وإزالة آثار عدوان 1967 لكن العمر لم يمهله ففارق الدنيا فجأة عام 1970 ليتسلم الراية نائبه أنور السادات الذي أثبت جدارة فائقة في إدارة الحرب مع إسرائيل والتي انتهت بانتصار مصر عام 1973.
كان حزن المصريين كبيرا بسبب نكسة 67 وأضاف رحيل الزعيم حزنا على حزن. لكن مصر التي استطاعت في سنوات قلائل محو آثار النكسة لم تستطع نسيان الزعيم الذي حفر في ذاكرتها كثير من العزة والاحترام.