حذرت مجلة "كومنتاري" الأمريكية من إقدام الإدارة الأمريكية علي إدانة تغيير النظام في مصر، وقالت إنه رغم أن ذلك قد يلقي استحسانا لدي بعض الأمريكيين لكن الأجدى نفعا أن يقر أوباما بأن الربيع العربي قد انتهي زمنه، وأن الأولوية الآن ليست إحياء أكذوبة الديمقراطية على إيدي الإخوان، وإنما منع التيار الإسلامي من رؤية أية فرصة تمكنهم من توطيد أفكارهم المتطرفة في مصر والمنطقة.
وأضافت المجلة إنه يجب ألا تنسينا صور الضحايا التي تأتينا من القاهرة حقيقة أن هؤلاء لم يكونوا متظاهرين ديمقراطيين ملتزمين كامل الالتزام بالسلمية كما يصورهم أنصار الرئيس المعزول، فالإخوان حركة استبدادية لم تكن أبدا لتتخلي عن السلطة سلميا، وإنما استخدمت الديمقراطية كوسيلة تكتيكية للوصول إلى السلطة ولم ولن تعتقد مطلقا في الديمقراطية.
وتابعت "كومنتاري" إن اعتصامي الإخوان بالقاهرة كانا أشبه بالمعسكرات
المسلحة لتنظيم اعتاد علي أن يكون ميليشيا مسلحة أكثر من كونه حزبا سياسيا،
ودللت المجلة علي خطأ الدعوات بضرورة الحل السلمي التي نادي بها ساسة
أمريكيون مؤكدة أن الإخوان لم تكن لتبارح أماكنها بغير عملية أمنية قوية.
وأضافت المجلة إنه "إذا كان علي الولايات المتحدة الدفاع عن قيم مثل الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان فإنها بحاجة أيضا إلي إدراك أن إطلاق سراح الرئيس المعزول أو زرع جماعة الإخوان في حكومة جديدة لن يحقق تلك القيم، وأكدت إدراك القادة الحاليين في مصر لهذه الحقيقة بعكس أوباما ومستشاريه.
ودعت المجلة واشنطن إلي دعم النظام الجديد في مصر وعدم الانسياق وراء الدعوات الرامية إلي قطع العلاقات مع مصر بما قد يزيد الأزمة سوءا وختمت الصحيفة بتحذير موجه إلى أوباما قائلة "بعد أكثر من عام علي تبني نظام "الإخوان" كان أمرا قاسيا علي أوباما أن يدرك أنه ارتكب خطأ، لكن إذا اتجه أوباما الآن لإدانة الجيش المصري لأنه فعل ما تريده غالبية الشعب المصري فإن أوباما بذلك إنما يضيف إلي خطئه خطأ آخر.