قالت مجلة "نيويوركر" الأمريكية أن ما تجنيه مصر في الوقت الراهن هو ثمرة الفهم الخاطئ لمفهوم الديمقراطية، إذ أن إصرار قادة جماعة "الإخوان" على مدار العام الماضي على الإشارة دائما إلى صندوق الانتخابات يعكس اعتقادهم الخاطئ بأن الفوز في الانتخابات يخولهم الحق في الحكم بما تشتهي أنفسهم.
وقالت المجلة في تقرير نشر الخميس 15 أغسطس، إن "الإخوان" في الحقيقة لم يحظوا أبدا بدعم شعبي قوي، ففي الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة لم يستطيعوا حصد أكثر من 25% من أصوات الناخبين، ومع ذلك فإن قادة الجماعة تصرفوا بعد الفوز بالرئاسة كما لو كان معهم تفويضا ولم يظهروا أي نوع من التفهم لأبعاد الديمقراطية على الصعيد العملي.
وأشارت المجلة إلى فشل الجماعة في إجراء تسويات أو تكوين تحالفات مع غيرها، وبدا أسلوبها في إدارة الحكم رمزيا ونظريا مما كشف جهلها التام بما يحدث على أرض الواقع المصري.
وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي أكد منذ البداية على أن الجيش إنما ينفذ رغبة الشعب، قائلة إن هذا
صحيح؛ ذلك أنه لا شك أن غالبية المصريين أرادوا عزل محمد مرسي من منصبه
كرئيس للبلاد، تماما كما رأى معظم المصريين أيضا اعتصامات الإخوان
وتظاهراتهم أمرا باعثا على الضيق
وحول اعتماد جماعة "الإخوان" سياسة توجيه استغاثات للخارج عبر الصحافة الأجنبية والهيئات الدبلوماسية، قالت المجلة إنه على الرغم من فاعلية هذه السياسة خارجيا، إلا أنها أدت إلى عزل الجماعة بشكل كبير، واكتسابها أعداء إضافيين من المصريين بعد ما تعطلت حركة السير في العاصمة بسبب اعتصاماتهم وتكتيكاتهم.
ورأت "نيويوركر" أن الجيش في المقابل قد انتهج أسلوبا مغايرا تماما، متبنيا الاستراتيجية "الشعبوية" أكسبته تأييدا شعبيا عبر استخدام طائرات الهليكوبتر والتلويح بالأعلام للمصريين الذين تظاهروا مطالبين بإسقاط حكم الإخوان.