الحرة/ حمل الجيش السوري الحر جماعة الإخوان المسلمين في سورية مسئولية تأخر تحقيق أهداف "الثورة" ضد نظام الرئيس بشار الأسد، واتهمها بالسعي إلى الهيمنة على العمل المعارض، بينما ردت الجماعة بأن ذلك محاولة تشويه. وقال مسئول إدارة الإعلام المركزي في الجيش السوري الحر فهد المصري، إن الجماعة ترغب في تأخير تحقيق "الثورة" لأهدافها ريثما يتمكنون من "بناء قواعدهم التي فقدوها خلال السنوات الماضية".
وأضاف المصري في اتصال مع "راديو سوا" أن الجماعة تحاول الهيمنة والسيطرة على جميع مفاصل العمل المعارض وتسعى إلى "قيادة الثورة بأي ثمن حتى لو كان ذلك الثمن دماء الشعب السوري"، داعيا إياها إلى العودة إلى حجمهما الطبيعي والعمل مع الجميع بروح التعاون الشراكة الوطنية.
وكانت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر قد اتهمت جماعة الإخوان المسلمين بإقصاء وتهميش بقية القوى السياسية في الائتلاف الوطني المعارض، وحملتها مسؤولية تشرذم المعارضة. وقالت في رسالة وجهتها إلى الجماعة إن "هناك صداما عميقا وكبيرا بينكم وبين مجمل القوى المدنية والثورية والوطنية والعسكرية والسياسية أيضا، وقد سئمنا من تدخلاتكم". وأضافت قيادة الجيش المعارض أن موقفها هذا لم يأت إلا بعد أن "طفح الكيل" من تصرفات وسلوكيات الجماعة، وبشكل خاص "الهيمنة والسيطرة على المجلس الوطني ومن ثم الائتلاف ومحاولات الهيمنة على الشئون الإغاثية والعسكرية".
وأضافت "فالثورة ليست ثورتكم ولم تصنعوها بل ثورة الأفراد الذين يدفعون دماءهم وحياتهم وأمنهم واستقرارهم وأرزاقهم". وتابعت القيادة في رسالتها أن حكومة رئيس الوزراء غسان هيتو المؤقتة لن ترى النور "لأن الجميع يعلم كيف تم اختياره وفرضه من طرفكم بمسرحية إعلامية ساذجة".
ورد عضو الائتلاف السوري ومسئول العلاقات الدولية للإخوان المسلمين جناح
سورية، علي البيانوني على اتهامات المصري بالقول إن هدفها التشويه لا أكثر.
وأضاف البيانوني في حوار مع "راديو سوا" أن جماعة الإخوان المسلمين
السورية لا تسعى للحصول على السلطة، وأن سعيها منصب فقط على إسقاط نظام
دمشق. ونفى البيانوني وجود خلافات بين الإخوان وقيادات الجيش الحر،
وقال إن هذه التصريحات لا تمثل "إلا من نطقوا بها"، وإن الحملة الموجه ضد
الجماعة "أصبحت أمرا واضحا". وأضاف أن الإخوان في سورية لا ينتظرون تحقيق
مكاسب حزبية في المرحلة الراهنة، وأن الهدف الوحيد هو إسقاط النظام "ونعمل
منذ زمن في سبيل ذلك في الإطار الوطني فقط".
