الأحد، 3 أغسطس 2014

مصر والجزائر تجليان رعاياهما من ليبيا

شرعت كل من مصر والجزائر في إجلاء رعاياهما من ليبيا بعد تدهور الأوضاع الأمنية في ظل استمرار الاشتباكات المسلحة. وأعلن وزير الطيران المدني المصري، حسام كمال، عن تكثيف الجسر الجوي الذي تسيره وزارة الطيران بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية بطائرات من طراز بوينج 777 وإيرباص نقوم برحلات مكثفة بين مطار القاهرة ومطار جربا التونسي، بعد توفير أتوبيسات تقل المصريين من معبر منفذ رأس أجدير الحدودي بين ليبيا وتونس إلى المطار. واجتاز العائدون من ليبيا برا منفذ السلوم البري على الحدود الليبية المصرية إلى محافظة مرسى مطروح بعد إنهاء إجراءات وصولهم للأراضي المصرية

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الليبية، رامي كعال، إن أعداد المصريين تتزايد يوميا عند المعبر، ورحلات الطيران غير كافية لاستيعاب الجميع، مشيرا إلى أن المعبر غير مؤهل لاستقبال هذه الأعداد. ونفى متحدث الداخلية الليبية مقتل مصريين على الحدود الليبية التونسية في معبر رأس جدير، وأوضح أن قوات الأمن الليبية أطلقت النار في الهواء جراء محاولة اقتحام المعبر، ما أدى إلى إصابة شخصين مصريين وحالتهما مستقرة الآن.
وقال السفير المصري في تونس، أيمن مشرفة "يوجد نحو ستة آلاف مصري ينتظرون إجلاءهم. والحكومة المصرية تتعهد بإقامة جسر جوي ينقل ما بين 2000 إلى 2500 شخص يوميا". وأوضح أن مصر تدرس أيضاً إمكانية إقامة خط بحري من ميناء جرجيس التونسي.

وأعلنت الحكومة الجزائرية إجلاء 5000 من رعاياها من ليبيا، بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة، وسبق أن دعت الحكومة الجزائرية رعاياها إلى مغادرة ليبيا ما لم تكن هناك ضرورة لبقائهم مع توخي الحذر في التنقل بين طرابلس والمدن الليبية الأخرى. ووجهت وزارة الخارجية الجزائرية تعليمات إلى السفارة الجزائرية في تونس وجميع قنصلياتها في العاصمة تونس وقفصة والكاف لمساعدة الرعايا الجزائريين الراغبين في مغادرة ليبيا.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية، عبدالعزيز بن علي الشريف، في تصريح صحفي إن "السلطات أبلغت التمثيليات الدبلوماسية في تونس بضرورة توفير جميع الوسائل لمساعدة الرعايا الجزائريين المقيمين بليبيا والراغبين في العودة". ووضعت وزارة الشؤون الخارجية الجزائرية أرقاماً هاتفية للاستعلام والاتصال بالمصالح الدبلوماسية في تونس. وكانت الجزائر قد سحبت في مايو الماضي سفيرها من طرابلس، وأجلت كل طاقمها الدبلوماسي، بعد تدهور الوضع الأمني.

وكانت تونس قد أغلقت حدودها مع ليبيا عبر معبر رأس جدير الرئيسي بين البلدين لكنها عادت ففتحته السبت وسمخت بدخول مئات الأشخاص الفارين من المعارك في ليبا. وتمكنت 50 سيارة مسجلة في ليبيا من عبور معبر رأس جدير صباح السبت قبل إعادة غلق المعبر لعدة ساعات ثم إعادة فتحه. وقالت السلطات التونسية التي أمرت بإطلاق غازات مسيلة للدموع، إنها فعلت ذلك لوقف مئات اللاجئين ومعظمهم مصريون، الذين حاولوا الدخول إلى تونس.

وترفض تونس استقبال المواطنين غير الليبيين، لاسيما الذين لا يستطيعون أن يثبتوا أنهم سيغادرون أراضيها فورا. وحذرت الحكومة التونسية من أنها لن تتمكن من استقبال حشود اللاجئين الأجانب والعديد من المواطنين العرب والآسيويين العاملين في ليبيا كما كان الحال في 2011 خلال الحرب الأهلية التي انتهت بسقوط العقيد معمر القذافي. وبذلك يظل عالقا في الجانب الليبي من الحدود، حوالي ستة آلاف شخص فارين من المعارك بين الميليشيات الليبية وبعضهم منذ عدة أيام. كذلك تخشى تونس من تسلل مقاتلين وتهريب الأسلحة. وزاد من صعوبة الموقف توقف العمل مطار طرابلس الدولي منذ 13 يوليو الماضي بعد اشتباكات في طرابلس