توفيت اليوم 8 أبريل رئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارجريت تاتشر الملقبة بالمرأة الحديدية، عن87 عاما، بالجلطة الدماغية. تولت تاتشر رئاسة وزراء بريطانيا عن حزب المحافظين 1979 وإلى 1990، وكانت نائبة في البرلمان، وتولت وزارة التعليم عام 1970.
ارتبط اسم تاتشر بالرئيس الأمريكي رونالد ريجان، حيث أيدت سياساته باستمرار حتى لو تعارضت مع مصالح بريطانية، واستمر نهج التأييد المطلق للولايات المتحدة يظلل سياسات عديد من حكام بريطانيا بعد ذلك أشهرهم رئيس الوزراء العمالي توني بلير والذي مازال تأييده حرب بوش ضد العراق يجلب له المشاكل حتى اليوم.
أدخلت تاتشر بلادها في حرب ضد الأرجنتين عام 1982 لاستعادة جزر الفولكلاند في أقصى جنوب المحيط الأطلسي، ولكن النزاع على الجزر لم ينته حتى الآن رغم انتصار بريطانيا في تلك الحرب. وانتهجت المرأة الحديدية سياسات اقتصادية راديكالية، أهمها خصخصة الشركات الحكومية الكبرى وتقييد حركة النقابات العمالية، ورفع الدعم الحكومي عن كثير من الخدمات منها التعليم العالي، مما جعل الشعب البريطاني ينقسم حول شخصيتها.
تاتشر - ريجان
واجهت تاتشر قبيل تركها الحكم انقسامات حادة داخل حزب المحافظين أدت إلى تضحيتها بمنصب رئيس الوزراء من أجل استمرار الحزب في الحكم، فتقدمت باستقالتها عام 1990. وساهم في إسقاطها الرفض الشعبي العارم لمحاولتها فرض "ضريبة الرأس" على الإسكان وكانت تهدف إلى فرضها على كل شخص يقيم داخل أي مبنى سكني وليس على العقار ككل، كما كان إصرارها على الميل نحو العقود الأجنبية في المشاريع الكبرى اعتمادا على سعر المناقصات فقط، سببا في اشتعال المشاكل بينها وبين قيادات حزب المحافظين، الذين اتهموها بإهمال البعد الوطني والاجتماعي لتشغيل الشركات المحلية.
ولدت مارجريت تاتشر في 13 أكتوبر 1925 وطالت فترة حكمها 11 سنة بعد رحلة سياسية بدأت بعد تخرجها من جامعة أكسفورد، قسم الكيمياء، عام 1947 حيث انضمت لحزب المحافظين وتدرجت في النشاط الحزبي والسياسي حتى أصبحت عضوا في البرلمان البريطاني عن حزب المحافظين عن مقاطعة فينشلي عام 1959 ثم شغلت منصب وزير التعليم عام 1970، وفي عام 1975 حصلت على رئاسة الحزب خلفا لإدوراد هيث، بعد سقوط الحزب في انتخابات عام 1974 وعرفت خلال نشاطها السياسي بلقب "ابنة البقال".
عام 1979 فاز حزب المحافظين في الانتخابات بعد فشل متكرر لحزب العمال البريطاني في إدارة الأزمات الاقتصادية وتولت تاتشر رئاسة الوزراء كأول سيدة تتقلد المنصب، واستمرت ولايتها ثلاث فترات متتالية
في عام 1984، نجت تاتشر بأعجوبة من محاولة اغتيالها بقنبلة موقوتة كان أحد أفراد الجيش الجمهوري الأيرلندي قد زرعها في فندق جراند هوتيل بمدينة برايتون، وانفجرت القنبلة أثناء حضورها مؤتمر حزب المحافظي.
قالت تاتشر معارضة الاتحاد الأوربي عام 1988: "لم نقلص حدود سلطة الدولة بنجاح في بريطانيا حتى نرى سلطة جديدة تفرض علينا من أوروبا عن طريق دولة تبسط سلطتها من بروكسل".