رويترز/ توفي يوم الاثنين ناشط مصري متأثرا بجراح قال أقارب له ونشطاء إنه أصيب بها نتيجة تعذيب قوات الأمن له بعدما خطفته بينما الشرطة تقول إن سيارة مجهولة صدمته وأحدثت به الإصابات المميتة. وينتمي محمد الجندي، 28 عاما، إلى التيار الشعبي الذي يقوده السياسي اليساري حمدين صباحي.
وقالت الرئاسة المصرية في بيان إنها تجري "اتصالات مع مكتب النائب العام لمتابعة الأسباب التي أدت إلى وفاة النشط محمد الجندى." وأضافت "لا عودة لانتهاك حقوق المواطنين وحرياتهم العامة والخاصة في ظل دولة الدستور وبعد ثورة 25 يناير المجيدة" التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك.
وجاءت وفاة الجندي بعدما فجرت لقطات سحل حمادة صابر، 48 عاما، وضربه عاريا بأيدي أفراد من الشرطة أمام القصر الرئاسي مساء الجمعة غضب المعارضة التي تقول إن الرئيس محمد مرسي الذي انتخب في يونيو حزيران أمر بشن حملة صارمة على المحتجين بعد عامين من الانتفاضة التي أسقطت سلفه. وقالت والدة الجندي لقناة النهار التلفزيونية المحلية إن ابنها عذب في معسكر لقوات الأمن المركزي. وأضافت وهي تبكي أن شبانا اعتقلوا مع ابنها أبلغوا أقارب له وقفوا للسؤال عنه أمام معسكر الأمن المركزي في منطقة الجبل الأحمر بتعذيبه وأنه نقل إلى المستشفى في حالة غيبوبة. ويقول ناشطون إن الجندي اعتقل على أطراف ميدان التحرير بعد مشادة بينه وبين ضابط بقوات الأمن المركزي يوم 27 يناير كانون الثاني بعد يومين من مظاهرات حاشدة في الذكرى الثانية للثورة. وقال أحدهم إن الجندي نقل من قسم شرطة قصر النيل القريب من التحرير إلى معسكر قوات الأمن المركزي وألقي به بعد أربعة أيام أمام مستشفى الهلال الذي عولج به إلى أن توفي.
وشهدت الأيام الماضية أسوأ أعمال عنف في مصر منذ انتخاب مرسي قتل فيها نحو 60 شخصا. وشارك صباحي في جنازة في القاهرة للجندي وناشط آخر عضو في التيار الشعبي يدعى عمرو سعد توفي متأثرا بإصابات لحقت به في اشتباكات مع قوات الأمن المركزي أمام القصر الرئاسي يوم الجمعة. وقال التيار الشعبي في بيان إن الجندي وسعد "اثنان من زهرة شباب الثورة المصرية الذين استشهدوا غدرا وغيلة في مظاهرات شعارها السلمية." وأضاف أنه "يحمل رئيس الجمهورية ووزير الداخلية المسئولية السياسية والجنائية عن دمائهم... ويؤكد أنه سيلاحقهما قضائيا وسياسيا حتى الحصول على القصاص العادل." والتيار الشعبي عضو في جبهة الإنقاذ الوطني التي تقود المعارضة والتي ينسق أعمالها السياسي البارز محمد البرادعي الذي كتب في صفحته على تويتر يقول "رسالة للنظام الغاشم: أرواحهم لن تذهب سدى. ومرة أخرى على الباغي تدور الدوائر."
ويحمل الإسلاميون جبهة الإنقاذ الوطني المسؤولية عن تنظيم المظاهرات التي يتخللها العنف لكن الجبهة حرصت دائما على مطالبة المتظاهرين بالاحتجاج السلمي. ويقول مراقبون إن الجبهة لا تستطيع تعبئة الشارع لكنها تحاول التعبير عنه.
ويحمل الإسلاميون جبهة الإنقاذ الوطني المسؤولية عن تنظيم المظاهرات التي يتخللها العنف لكن الجبهة حرصت دائما على مطالبة المتظاهرين بالاحتجاج السلمي. ويقول مراقبون إن الجبهة لا تستطيع تعبئة الشارع لكنها تحاول التعبير عنه.
وشارك ألوف الأشخاص في تشييع الجندي الى مثواه الاخير بمدينة طنطا في دلتا النيل بعد نقل جثمانه الى المدينة التي تعيش فيها عائلته. وهتف المشيعون "وحياة دمك يا شهيد.. ثورة تانية من جديد" و"يسقط يسقط حكم المرشد" مشيرين إلى محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي. ورفع المشيعون لافتات كتب عليها "يسقط الطاغية الفاشي محمد مرسي" و"دم بدم.. رصاص برصاص.. احنا مشينا للخلاص". وشاركت في الجنازة عناصر ترتدي الزي الأسود المميز لمجموعة بلاك بلوك التي حظرتها مصر الأسبوع الماضي. وبعد دفنه اشتبك مئات المشيعين مع قوات الأمن في شوارع قريبة من مبنى ديوان عام محافظة الغربية وعاصمتها طنطا ومبنى مديرية أمن الغربية القريب منه. ورشق المتظاهرون الشرطة بالحجارة وردت عليهم بقنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الصوت. وقال شاهد عيان إن مدرعات تابعة لقوات الأمن لاحقت متظاهرين في الشوارع لكنها عادت مسرعة إلى نقاط تمركز قرب مبنيي ديوان عام المحافظة ومديرية الأمن. ورشق نشطاء قسما للشرطة في المدينة أيضا بالحجارة. وألقيت قنبلتا مولوتوف على قسم الشرطة من جانب من يعتقد أنهم أقارب لمحتجزين يسعون لتخليصهم من قبضة الشرطة