واجه المتظاهرون فى ذكرى شهداء الثوار فى شارع محمد محمود فى مثل هذا الوقت من العام الماضى نفس القمع والعنف من جديد لليوم الثاني على التوالي
بينما ترددت أنباء عن وقوع أول شهيد في أحداث مظاهرات محمد محمود الثانية اليوم ، والتى يفترض فيها الرمزية دون المواجهة ، ويدعى محمد جابر صلاح ، ومازالت قوات الأمن تستخدم نفس الوسائل القمعية لتفريق الثوار بما فيها قنابل الغاز. وكانت احتجاجات العام الماضى فى نفس المكان أمام وزارة الداخلية قد أسفرت عن مقتل 33 شخصا وجرح نحو 1700 آخرين , وفقا للإحصائيات الرسمية
وبينما تواردت أنباء عن تواجد أعداد من أعضاء جماعة الاخوان المسلمين في محيط المظاهرات وتعديهم على المتظاهرين بالضرب والحجارة ، أعرب المتظاهرون عن صدمتهم واستنكارهم إزاء الممارسات القمعية التى يتبعها نظام الحكم في عهد أول رئيس مصري منتخب الدكتور محمد مرسي والتى تطابق مع ممارسات عصر مبارك. وفى نفس السياق قام عدد كبير من قوات الآمن المركزي باقتحام ميدان التحرير من شارع القصر العيني وهي تسير بحماية مدرعات الشرطة مما أدى الى تراجع المتظاهرين باتجاه المتحف المصري و شارع طلعت حرب.
من جانبها أعلنت وزارة الصحة أن أعداد المصابين جراء الاشتباكات بشارع "محمد محمود" ومحيطه ، والتي بدأت منذ مساء الإثنين الماضي، ارتفعت إلى 104 حالات، بينها 43 مصابا في الاشتباكات التي دارت الثلاثاء والأربعاء.
وقال الدكتور خالد الخطيب، القائم بأعمال رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة، أن جميع الإصابات تراوحت ما بين جروح قطعية وكدمات وطلق ناري خرطوش وسحجات متفرقة بالجسم. كما قال الدكتور علاء ماهر، مدير مستشفيات جامعة القاهرة، إن المصاب جابر صلاح، عضو حركة 6 أبريل، لم يمت حتى الآن، وما زال قلبه ينبض، ولكن حالته الصحية «متردية جداً، ومازال داخل غرفة الرعاية المركزة نتيجة إصابته بخرطوش في الرأس اخترق الجمجمة واستقر في المخ، بالإضافة لطلقات خرطوش أخرى موجودة بالصدر".
وقد غادر مئات المتظاهرين موقع الاشتباكات أمام وزارة الداخلية، وتراجعوا من شارع محمد محمود، إلى ميدان التحرير، استجابة لمسيرة "عمر مكرم" التى طالبت المتظاهرين بالتوقف عن الاشتباكات والعودة للتحرير وقادها المخرج خالد يوسف والشيخ مظهر شاهين والمنتج محمد العدل لإقناعهم بضرورة وقف الاشتباكات ، بينما رفض العديد من المتظاهرين المبادرة ، ولا تزال النقاشات دائرة فى محيط وزارة الداخلية حول جدوى العودة مرة أخرى لميدان التحرير. وقد أدى مئات المتظاهرين صلاة الغائب على أرواح الشهداء فى شارع منصور ، وانتشرت عشرات من سيارات الأمن المركزي والعربات المدرعة بمحيط مقر الوزارة, بالإضافة الى قوات الأمن المركزي
من ناحية أخرى دعا عدد من الحركات السياسية والاحتجاجية والقوى الثورية إلى تنظيم تظاهرات مليونية، الجمعة، بميدان التحرير بالقاهرة والميادين الرئيسية بمحافظات الإسكندرية والسويس وأسيوط، تحت شعار «القصاص أو الرحيل» للمطالبة بإقالة حكومة الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء، وحل الجمعية التأسيسية للدستور وإعادة محاكمة رموز النظام السابق، فيما طالبت صفحة جمعة الغضب على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بتنظيم مسيرات بالقاهرة والجيزة والسويس والإسكندرية عقب صلاة الجمعة، احتجاجًا على إصابة محمد جابر صلاح فى شارع محمد محمود ويشترك فى الدعوة للمليونية حركة شباب 6 أبريل ، وحزب 6 أبريل "تحت التأسيس"، واتحاد شباب ماسبيرو، والجبهة الحرة للتغيير السلمي، وحركة ضغط، وصفحة "جمعة الغضب"، واتحاد شباب الثورة.
وقالت حركة شباب 6 أبريل "بعد أن ظن الجميع أن عهد الموت في شوارعنا قد ولّى إلى غير رجعة، وبعد أن عقدنا العزم أن نأتي بحقوق شهدائنا، فإذا بنا نكاد نضيف إلى الأسماء الطاهرة اسمًا جديدًا"، وأكدت أنها تحمّل رئيس الجمهورية وحكومة الدكتور هشام قنديل كامل المسؤولية عن تلك الحوادث وعن الإصابات الأخرى.
وقال اتحاد شباب ماسبيرو إن «ذكرى محمد محمود هذه السنة جاءت مصحوبة بالدماء والدموع، ومازال القتلة مطلقي السراح والداخلية تمارس بلطجتها وتوحشها ضد المتظاهرين السلميين العُزّل الذين خرجوا ليطالبوا بالقصاص لدم إخوانهم.
وأضاف الاتحاد «للأسف لعبت جماعة الإخوان المسلمين دور الخائن الذي تجيده دائمًا، ففي المرة الأولى تركوا المواطنين يُذبحون في الميدان ليذهبوا إلى صناديق الاقتراع غير عابئين بالدماء التي تسيل مرددين شعار "الشرعية في البرلمان وليست في الميدان"، أما في الأحداث الجارية فهم متورطون بشكل مباشر ومسؤولون مسؤولية مباشرة، خاصة أنهم الآن الذين يحكمون البلاد.
وقالت الجبهة الحرة للتغيير السلمي إن "ما تمر به مصر من أحداث راهنة يمثل عودة لمرحلة ما قبل انتخاب الرئيس، وما قبل الثورة من كوارث بدأت بالانسداد السياسي من خلال الانسحابات المتتالية من الجمعية التأسيسية، وأعقبتها كارثة قطار أسيوط، وأخيرًا أحداث محمد محمود الثانية"، وأشارت في بيان صحفي أصدرته، الأربعاء، إلى أن "تلك الأحداث تعد دليلًا واضحًا على أن مصر كبيرة على الإخوان المسلمين الذين يصرون على التضحية بكل شيء في البلاد لمجرد الاستمرار في الحكم"، ودعت الجبهة المصريين للخروج للتظاهر لرفض انفراد الإخوان وحزبهم بالحكم، ورفض تدخل مكتب الإرشاد في الحكم و "القصاص أو الرحيل".