الاثنين، 25 أغسطس 2014

السيسي يحذر من "مؤامرة لهدم المنطقة العربية"

حذر الرئيس عبد الفتاح السيسي من أن هناك مؤامرة إعلامية قطرية تركية تحاك ضد الأمة العربية بالتعاون مع التنظيم الدولي للإخوان عن طريق قنوات ومواقع الكترونية جديدة مثل ميديا ليمتد، والعربي الجديد، وقناة مصر الآن، تستهدف التأثير في الرأي العام وإحداث خلل في الشارع وانفلات أمنى. جاء ذلك خلال لقائه برؤساء تحرير الصحف، الذي تم خلاله أيضا مناقشة اقتراح إنشاء قناة إخبارية تخاطب الأمة العربية وأخرى باللغة الإنجليزية لمخاطبة العالم الخارجي. وأضاف السيسي أن هناك تيارات ليبرالية، ودينية تسعى لتدمير الدولة المصرية وتحطيمها.

تركيا وقطر وتركيا تحاولان هدم المنطقة
وشن الرئيس المصري هجوما عنيفا على قطر، واتهمها بالعمل على "هدم المنطقة العربية"، في مؤامرة بالتعاون مع تركيا والتنظيم الدولي لجماعة الإخوان قال إنها "لا تستهدف فقط هدم مصر، وإنما المنطقة العربية". وأوضح أن هذا التحالف يسعى إلى بث الفوضى في الأمة العربية، وزعزعة الدولة المصرية، وتدمير الشعب المصري قبل تحقيق أهدافه وطموحاته، مشيرا إلى أنهم "يؤسسون حاليا شركات عدة وصحفا ومواقع إلكترونية، ورصدوا مئات الملايين من الدولارات لتحقيق هذا الهدف.. هذه الكيانات التي بدأت تظهر على السطح منها شركة تدعى "ميديا ليميتد" تتخفى خلف شعار تشجيع الفن العربي، ورصدت مبالغ كبيرة للسيطرة على المبدعين العرب، إضافة إلى موقع إلكتروني يدعى العربي الجديد، وقناة فضائية باسم مصر الآن تستعد للانطلاق، وموقع إلكتروني باسم الثقافة "Culture" وهو ما يستدعي الانتباه إلى هذه المؤامرة التي لا تستهدف مصر وحدها بل الأمة العربية بالكامل، لتحقيق أهداف سياسية ضد مستقبل العرب وتماسكهم"

مصر لم تتدخل في ليبيا
وحول الأوضاع الإقليمية نفى السيسي تدخل القاهرة عسكريا في ليبيا، وقال: "لم نقم بأي عمل عسكري خارج حدودنا حتى الآن، ولا توجد قوات مصرية في ليبيا ولم تقم أي طائرة مصرية بأي عمل عسكري داخل الأراضي الليبية". وأوضح أن "مصر معنية مع دول الجوار بأمن ليبيا الشقيقة وسلامتها"، مشيرا إلى مشاورات تجري مع الجزائر وتونس ودول الجوار المعنية للوصول إلى عمل سياسي لتحقيق الاستقرار في ليبيا.
وتستضيف مصر حاليا مؤتمر "دول جوار ليبيا" بمشاركة وزراء خارجية ليبيا والجزائر وتونس والسودان وتشاد ومسئول من النيجر، إضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ومبعوث الاتحاد الأفريقي إلى ليبيا داليتا محمد داليتا ومبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا ناصر القدوة. وسيبحث الاجتماع في "الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا التي تؤثر في دول الجوار وإمكان إيجاد السبل التي تعمل على تعزيز الاستقرار هناك".
مصر لا تنحاز إلى أي طرف في سوريا
ويتزامن هذا المؤتمر مع انعقاد مؤتمر "أصدقاء سوريا" في جدة، الذي تشترك فيه مصر، وحول الأوضاع في سوريا شدد الرئيس على أن مصر لا تدعم نظام الرئيس السوري بشار الأسد أو المعارضة ولا تنحاز إلى أي منهما، موضحا أن "اهتمامنا الوحيد ينصب على الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وحمايتها من خطر التقسيم".
موضحا أن بلاده تعمل على "التوصل إلى حل سلمي للوضع في سورية استنادا إلى حماية وحدة الأراضي السورية بعيدا من أي دعم سواء للنظام أو المعارضة". وأشار إلى أن "عوامل داخلية وخارجية كثيرة تلعب في الساحة السورية، وجهود مصر تنصب على إحباط أي مخطط لتقسيم سورية أو النيل من وحدة أراضيها".

أزمة غزة ليست معبر رفح
وتطرق السيسي إلى الأزمة في غزة، مشددا على أن مصر "لن تتخلى عن دعم القضية الفلسطينية، وموقفها ثابت وهو إقامة دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلت عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، داعيا إلى أن "يكون الثمن الذي دفع من أرواح أبنائنا وأشقائنا في غزة حافزا لحل القضية الفلسطينية حلا شاملا". وأشار إلى أن مصر تحاول حاليا استغلال ما حدث من مآسٍ في غزة لحل القضية الفلسطينية، وتبذل قصارى جهدها في هذا.
ورفض قصر أزمة غزة على قضية معبر رفح فقط وأوضح أن "معبر رفح لم يكن أصلا في بنود اتفاقات المعابر بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية العام 2005 لأن هناك معابر كثيرة"، مؤكدا أن مصر "لن تتأخر عن تلبية مطالب الشعب الفلسطيني في غزة". وأضاف أن "مصر لم تعد تصدر غازا إلى إسرائيل".

حل مشكلة الطاقة في مصر يبدأ بملء جيوب المصريين
كما تطرق السيسي في حديثه عن الأوضاع الداخلية وقال إن مشكلة انقطاع الكهرباء في مصر "ليست جديدة علينا، وأسبابها معروفة، وعلاجها معروف أيضا، والطاقة اللازمة لتوليد الكهرباء تزداد يوماً بعد يوم، والمشكلة التي تعانيها مصر خلال السنوات الثلاث الماضية في إمدادات الطاقة ترجع إلى أسباب مختلفة، منها تأخر صرف مستحقات الشريك الأجنبي مع تجاوز مديونية الحكومة المصرية للشركاء الأجانب 6 بلايين دولار، فضلاً عن ازدياد معدلات استهلاك الكهرباء في شكل متواصل".

وأشار إلى أن "الحكومة لجأت خلال الأيام الماضية إلى إعادة توزيع الغاز على القطاعات المختلفة، لتوفير أكبر قدر ممكن لمحطات توليد الكهرباء، ما أدى إلى تقليل عدد ساعات تخفيف الأحمال على المنازل والمنشآت". وأشار إلى مشكلة دعم الطاقة قائلا "الدعم أخطر من الفساد على الأداء الاقتصادي"، مشيرا إلى أن "مصر تنفق أكثر من 300 بليون جنيه سنويا على الطاقة، لكننا لا نستطيع مواجهة هذه المشكلة قبل أن نملأ جيوب المصريين، وهو ما جعلنا نتجه إلى المشاريع لمواجهة التحديات". وأوضح أن "المشاريع الكبرى مرتبطة بالنمو السكاني ... سنزيد 40 مليون نسمة خلال 15 سنة، وبالتالي علينا أن نراعي هذا النمو السكاني في المشاريع المقبلة". وأضاف أن "التحديات صعبة، والرهان الآن على الكتلة الوطنية المصرية قبل أن ننجز ونحقق تأثيراً اقتصادياً لبلادنا"، مشيرا إلى دور الإعلام في العمل على الحفاظ على هذه الكتلة ومواجهة الإشاعات وتوعية الناس".