الثلاثاء، 27 نوفمبر 2012

بى بى سى: المقامرة السياسية للرئيس محمد مرسي

كتب مراسل بى بى سى جون لاين تقريرا من القاهرة عن ملابسات الإعلان الرئاسى المصرى الأخير قال فيه:
يعد قرار الرئيس المصري، محمد مرسي، بشأن منح سلطات واسعة جديدة له مقامرة سياسية بثت الفرقة في مصر. لقد أُعلِن عن الخطوة بعد مرور يوم واحد على وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي ساعد الرئيس المصري في التوسط فيه. حاول الرئيس مرسي تعزيز سلطاته في مصر بعدما شعر بأن المجتمع الدولي يدعمه ونال الثناء على جهوده. لكن ربما يكون مذنبا بسبب ثقته المفرطة بالنفس أو سذاجته السياسية .
بى بى سى فيديو
قال الرئيس إنه تصرف على هذا النحو بهدف حماية الثورة. يريد مرسي بالتحديد منع القضاء من حل الجمعية التأسيسية التي تتولى إعداد الدستور للمرة الثانية ، وهناك تقارير تفيد بأن القضاء المصري ربما كانت على وشك القيام بذلك. لكن الطريقة التي تصرف بها الرئيس مرسي هي التي أثارت هذا الغضب إذ لم يتشاور مع القوى السياسية الأخرى وتصرف بطريقة استبدادية ذكَّرت المصريين بعهد الرئيس السابق. وحقا، منح لنفسه سلطات أكبر من السلطات التي أضفاها مبارك على حكمه إذ ليس ثمة أي قيود على حكمه ، بالإضافة إلى تهميش القضاء.
ويخشى العديد من المصريين من أن الأجندة الحقيقية للرئيس مرسي ليست حماية الثورة وإنما زيادة سلطات الرئيس مرسي وحركة الإخوان المسلمين. والاتهام الآخر على وجه الخصوص يتمثل في أن الهدف الكامن وراء هذه الخطوة هو تمكين الجمعية التأسيسية من كتابة الدستور علما بأن الإسلاميين يسيطرون عليها في الوقت الراهن. ولهذا السبب أثارت خطوة الرئيس مرسي مرارة كبيرة وانقسامات ربما تكون خطيرة على مستقبل البلد. ويمكن أن يتحول الغضب إلى معركة ، ولا شك أن هذه لحظة فارقة في مصر. إن هذا الصراع صراع هائل بالنسبة لمستقبل مصر والاتجاه الذي ستسير فيه وستحدد نتائجه في الأغلب الأعم الطريق لمستقبل باقي منطقة الشرق الأوسط.